• ×

07:05 صباحًا , الأحد 4 يونيو 2023

المدير العام

لهفي على من كان للعمر رفيقاً .

المدير العام

 0  0  804
زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
لــم يـعـد لـلحزن فـي قـلبي مـحلا فـــاض بـالأحـزان قـلـبي واسـتـقلاّ
والأسـى يـستوطن روحـي وفكري والــــوداع جــمـرة حـــرّى تَـصـلَّـى
لـوعـتي يــوم الـفـراق يــا حـسين قصمت ظهري على من كان أغلى
وعـنـاقـيـد الـشـجـا مــالـت ثــقـالاً فــي فــؤادي والأسـى فـيه تـدلى
والـمـآسـي تـمـطـر فــي خـافـقي لا تــكـفُّ ، فــغـدت دفــقـاً وسـيـلا
ونــزيــفُ الــجـرح جــمـر يـسـتـحلَّ كـــل أحـشـائي ولــم يـبـق مـحـلا
وفــؤادي لـلأسـى أضـحـى رهـيـناً وهــو مـحزون عـلى مـن كـان خـلا
ويـــح قـلـبـي حـيـنـما يـأتـي غــداً ثـــم لا ألـقـاك فــي دربــي مُـطِـلا
لـيـت هــذا الـحـزن يـجـدي فـيـعيد بـعض مـا قـد كـان مـن ماضٍ تولى
كـنت لـي فـي الـنائبات خـير عـون وبـهـا قــد كـنـت لــي درعــاً وظــلا
كنت لي سيفاً حسّاما في يميني احـتـمي فـيـه وفــي الـحفل تـلالا
تــؤام الــروح ونـبـضي فـي وريـدي وعـتادي فـي الـخطوب حـين أُبلى
كــان فـيـنا سـيـدٌ فـي كـل مـعنى ولــه فــي نـهـجه الـقـدحُ الـمعلى
لـــو يــكـون الــجـود يــومـاً نــاطـق يـشـهد مــا كـان فـي الـجود مُـقِلا
أمـتـطى الـبـذلَ وأعـطى دون مَـنٍ لــم يـكـن يـومـاً فــي الـبذل مُـخِلا
ويــحــبُّ الـضـيـفَ دومـــاً لا يــمـلُّ فــهـو لـلـجود ، وبـالـجود اسـتـظلا
يـصـل الأرحــام فــي عـسر ويـسر يـكـظـم الـغـيـض ومــا كــان مـمـلا
والـشـقيق مـوته يـشقي ويـضني يـقـصـم الـظـهـر فـيـجـعله أشـــلاّ
والـشـقيقُ إذ يـغـيبُ عــن شـقيقٍ يـنـثـر فـــي الـقـلـب اشـجـاناً وذُلّا
إنـنـي فـي حـيرة مـن أمـر دهـري كــغـريـق حــظــه عــنــه تــخـلـى
وخـيـالـي راح فـــي كـــل الــدروب يـبحث عـن طـيف مـن قد كان خلا
والـديـار تـنـشد مــن هــول خـطب أيــن مــن كــان لـنـا أهــلاً وسـهلاً
أيـن يـا عـيد أخـي بـل أيـن روحـي والــفـؤاد لــسـت أدري أيــن حــلاّ
لــم يـكـن فــي الـعـيد أفـراحٌ تَـسُرُّ فـالـمـسـرات تــولــت يـــوم ولـــى
لا تـسل يـا عـيد عـن أفـراح قـلبي لـيـس لـلأفـراح فــي قـلـبي مـحلا
فــالأسـى يـصـلـي فــؤادي ويـزيـد لـوعـة الأحــزان ، فـالـحزن تـجـلى
هـل دمـوع العين تُطفي نار وجدي فـاجـعـل الــدمـع كــشـلال تـدلـى
واسـكب الدمع دماً من نبض قلبي فـجـراحـي نـزفـهـا لـــن يـضـمـحل
جـمرة الأحـزان شـبت فـي فؤادي تـلـهب الأحـشـاء يــا مــاض تـولى
لـو يـطيب الـحال يـوماً فـي زمـاني إنـمـا الـعـمر مـعك قـد كـان أحـلى
كـيف أنـساك وهـل أنـسى فؤادي يــا حـسـين كـنت لـي ظـلاً ظـليلا
لـــم تــكـن يــومـاً فــي الــود أخــاً إنـمـا قــد كـنـت لــي روحــاً وخــلا
هــل هــو حـلـمٌ وأطـيـاف بـفـكري أم هـــــو ذاك الــــوداع لــيــس إلا
أنــت حــيٌّ فــي فـؤادي لا تـموت وسـتـبقى لــي فــي الـدينا خـليلا
أنــت فـي قـلبي تـحدثني وفـكري أنــت أنـفـاسي ونـبـضٌ قـد تـجلى
لـهفي عـلى مـن كـان للعمر رفيقاً ووفـــيــاً فــــي حــيـاتـي ومُــجِــلّا
إن تـحـدَّثـتُ عــن الـحـزن فـحـزني جــعــل الــكــونَ بـعـيـنـيّ مــمــلا
مـثلما قـد كـنت في نفسي جليلاً فـالـرحيل كــان فــي الـنفس أجـلَّا
والـقوافي تـعجز عـن وصـف حزني وسـيـبقى الـوصف سـراً لا يُـجلّى
ســلــوتـي أن الــحــيـاة لا تــــدوم فـالـورى مـاضـون والـمـوت سـبـيلا
سـنـةُ الـلّهِ مـضت فـي كـل حـيّ لــن يـجـد عــن مـوتـه يـومـاُ بـديلا
مـــا خُـلـقـنا لـلـخلود فــي الـحـياة فـأصـبري يـا مـهجتي صـبراً جـميلا
إن بــاب الـمـوت غـايـة كــل حــي وهـو بـين الـناس قـد أمسى وحلَّ
ومــضــى فــيــه نــبــيُّ الله طـــه فـفـقـدنا خـيـر مــن صــام وصـلـى
فــعـسـى أن يــرحـم الله حـسـيـناً إنـــه قـــد كـــان لـلـضـيفان أهـــلا
وعـسى الـمأوى ريـاضاً مـن جـنان ويـــكــون الــلـحـدُ أنــــواراً وظــــلا

الباحة 15/12/1441هـ

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 07:05 صباحًا الأحد 4 يونيو 2023.